عرض مشاركة واحدة
قديم 01-20-2008, 09:33 AM   #4
« الدلوعه »
عضو بثلث مخ
افتراضي

الفصل الرابع


(ميسون .. مره أخرى)
في عرض الصحراء , كانت تسير سياره تابعه للجيش , وعلى متنها الخمسه المفصولين , ويقودها محمد , كانوا في طريقهم الى الدمام
كان الصمت هو سيد الموقف .. فالصدمه أكبر من أن تنسى , فقد عرفوا جميعا أن العار سيلحقهم أينما كانوا , ففي المجتمع السعودي , كل شي يغتفر إلا الخيانه , ولا يوجد أكبر من خيانة الوطن , وعرفوا أنهم مهما شرحوا الوضع , سيضلوا في أعين المجتمع مجرد خونه
كان عبدالمحسن هو اقلهم قلقا , ومن الممكن لقلة خبرته بالمجتمع , لم يكن يأبه كثيرا بأحاديث الناس , فقطع حبل الصمت بقوله
عبدالمحسن: موب غريبه أن اللواء يرسلنا بدون اي حارس شخصي ؟ او على أقل الأحوال مرافق؟؟
يوسف: اللواء ما يستطيع أن يضحي بأي جندي عنده , ويكفي أنه فصلنا , وبعدين ما اتوقع أنه يثق فينا علشان يرسل معنا أي احد , خصوصا بعد الفصل , فقرر يضحي بالسياره على أقل تقدير , ويرسلنا بلحالنا
عبدالمحسن: طيب موب من الممكن اننا نطعن في قرار اللواء ؟؟
أحمد: من الناحيه القانونيه ممكن , ولكن ستعاد محاكمتنا بعد الحرب , وقد يكون العقاب مضاعفا , فالحقيقه أنه مافيه أحد راح يصدق قصتنا , وحتى وان صدقونا , فسيعتبرون المسأله إهمال وعصيان أوامر , وكل هالأشياء ميب في صالحنا أبدا
عبدالمحسن: وأنت يا خالد وش رايك ؟؟ وراك ساكت ؟؟
خالد: وش تبيني أقول ؟؟
عبدالمحسن: ورى ما تكمل القصه ؟؟
خالد: أي قصة ؟؟
عبدالمحسن: قصة ميسون .. تراك ما كملتها .. وحنا نطلبك
خالد: حنا وين وأنت وين .. والله أنك فاضي
عبدالمحسن: أيه فاضي .. قدامنا على الدمام سبع ساعات .. وش ورانا ؟
التفت خالد على باقي الموجودين يحاول أن يجد علامات المعارضه في أوجههم , ولكنه لم يجد ... فخضع للأمر
خالد: طيب وين وصلت ؟؟
عبدالمحسن: يوم علمت الوالد أنك تبي تعرس
إبتسم خالد .. وبدأ في تذكر الأمر .. وهو لم ينساه أبدا .. وبدأ في إكمال القصه
خالد: في ذاك اليوم اللي قررت فيه الزواج وكان يوم جمعه , كان يوم عيد عندنا في البيت , العجوز كانت تبي تطير من الفرحه , ومسكتني على جنب , وعددت على عشرين أسم , وأنا كنت أتمنى أنها تعد ميسون معهم , علشان ما انحرج قدامها , بس للأسف ما عدت ميسون , والعجوزحست أن عندي شي , وقالت: عطنا اللي عندك ؟؟ من بنته ؟؟
أنا وانا اتلعثم: ميسون بنت أبو صالح .. صديقي
أمي: والنعم .. جمال ودلال وأخلاق
امي تكفلت بجميع الإتصالات , وما مر اسبوعين الا وأنا والوالد وأثنين من أخواني في بيت أبو صالح علشان الملكه , وكنت أنا محيوس وحالتي حاله , مثل اللي يبون يعدمونه , في راسي الف فكره وفكره , وما غير اتصبب عرق
خلصنا الملكه , وجينا نبي نمشي , مسكني عمي أبو صالح وقال :إقعد ابيك
راحوا أبوي وإخواني وأنا جلست بالمجلس استنى عمي يجي , وماكان فيه احد كلهم دخلوا جوا , وبعد عشر دقايق , انفتح الباب حق المجلس , وكانت هي ميسون .. بلحالها .. ومعها صينية فواكه
قالت : السلام عليكم
انا(مثل الي مكبوب عليه مويه بارده): وعليكم السلام
أنا ما كنت ادري أقوم والا أقعد , انخبصت , قمت واخذت الصينيه منها وحطيتها على الطاوله , وجت هي وجلست على الكنب , وأنا جلست على الكنبه اللي جنبها
من يوم ما دخلت ميسون علي بالمجلس , وانا مختبص , ما حاولت إني اناظرها , كنت خايف أطيح ولا اطيّح شي , يوم جلسنا , رفعت عيوني وناظرتها , وكانت أجمل مخلوق ناظرته بحياتي , كانت لابسه فستان أخضر , وكانت منزله راسها وخجلانه , وهذا زادها جمال عن جمال

مرت ثواني أو دقايق , ما أذكر , كنت اقدر اجلس طول عمري هذيك الجلسه , وامتع عيوني بها , بس بعد فتره
قلت: كيف الحال ؟
قالت: الحمد لله
قلت: وش رايك .. انا اببدأ ادور على شقه , وين تفضلين ؟؟
قالت: اللي تشوفه , بس انا ابي جنب اهلي
قلت وأنا يقالي أمزح: وأنا بعد ابي جنب اهلي
وضحكت .. وابتسمت .. وفي ذيك اللحظه دخل علينا عمي اللي هو أبوها , فقمت أنا وحبيت رأسه , واستأذنت
ورحت طاير لم البيت .. بس علشان اكلمها بالتلفون .. وكلمتها .. وجلسنا ساعات في التلفون , تكلمنا عن كل شي , وبدت الحواجز الي بيننا تتكسر , وبديت أعرفها أكثر واكثر , وطبعا زاد حبي لها أكثر .. وكنت اكلمها بشكل يومي , أو على أكثر الأحوال , يوم بعد يوم , الين جاء يوم وكلمتها
أنا: الو
ميسون: الو
أنا: اقول ورا ما تتركين دراستك وتشتغلين سنترال ؟؟
ميسون ضحكت: شف .. أنا ترى ما فيه احد يقدر يتحكم فيني
أنا: الا انا ابتحكم فيك ..أنتي اساسا أكبر غلطه في حياتك يوم وافقتي تعرسين علي , أنا من النوع الديكتاتوري , وما عندي لعب .. وعلى كل ..ان غدا لناظره قريب
ميسون: أنا اعترف ومعك انها غلطه , بس أنا عندي اسباب بعد .. أنا عندي عقد من كل الرجال , وأخترتك من بينهم علشان اطلع عقدي فيك ..المهم , تراك ازعجتنا كل يوم والثاني متصل , لا تكون تحسب اني ما عندي غيرك , فيه هاني , وتركي , وسمير , وانا ما ودي أحد منهم يتصل ويلقى التلفون مشغول
أنا: ومن قال لك أني متصل أبيك .. أنا متصل أبي صديقي صالح , وبعدين ما ابيك تأخريني.. مواعد صديقتي هنادي في العقاريه
ميسون بدت تعصب : طيب انادي لك صالح الحين
أنا: لالا خلاص .. وش عقبه .. دامنا طحنا بك .. الشكوى لله .. المهم .. جاء الدور على غرفة النوم , لازم نحجزها من الحين , فأقول ورا ما امر عليك , ونروح سوا لم المفروشات ونختار؟ بس انا اقول نخلي الوالده ترتاح بالبيت , ماله داعي ناخذها معنا ونتعبها.. والا ؟؟
ميسون ضحكت وقالت: ما حزرت .. وابشرك تبي ترتاح مني ولا راح تطيح بي لمدة اسبوعين
أنا: ليش عسى ما شر ؟؟
ميسون: نبي نروح لم جده بكره , نتمشى مع اخوي صالح
أنا: لاه .. وشوله التمشي والخرابيط ؟؟ وأنا الحين ولي أمرك .. ومنيب راضي ... وبعدين بعد العرس نروح لللي تبين
ميسون: يعني ما تقدر تستغني ؟؟وبعدين أنا ولية أمر نفسي .. وجزء من الرحله تجهيز لي
أنا: ما اقدر استغني .. ضحكتيني .. وبعدين مثل ما قلت لك , ما تقدرين تغيبين عن عيني
ميسون: يعني وش تبي تسوي ؟؟ تبي تلحقنا ؟؟ اساسا أنت ما تعرف وين نبي نسكن , وأنا منيب معلمتك .. ابي ارتاح منك شوي على الأقل
أنا: طيـــــــــــب .. نشوف .. سلام
ميسون: سلام
وصكيت السماعه , ورحت لم غرفة العجوز .. لقيتها تصلي .. استنيتها لمين خلصت ثمن قلت:
أقول .. انت تراكي من زمان ما اعتمرتي .. وش رايك اعتمر بك بكره ؟؟
بينما كان خالد يقص قصته , وكانت كل الرقاب متجهه نحوه , قطع كلامه صوت محمد
محمد: يا شباب .. شوفوا.. وكانت سبابته تشير الى عاصفه من الغبار تبدو من بعيد
أحمد: وشي هاذي ؟؟
محمد: هاذي وحده من الكتائب , قاعده تتحرك
يوسف: طيب ؟؟ وش الجديد ؟؟
محمد: الجديد أنها قاعده تتحرك في إتجاه السعوديه .. يعني تتحرك للخلف
أحمد: طيب يمكن جتهم تعليمات علشان يرجعون أو يغيرون موقعهم
محمد: يمكن .. بس أنا أمس مطلع على جميع مواقع الكتائب , وما كان فيه أي كتيبه متراجعه هذا التراجع , ولا يمكن لأي كتيبه على حسب المواقع اللي شفتها أمس أن تصل الى هنا بهذي السرعه .. يا جماعه .. في شي غريب قاعد يصير
أحمد: لا تصير عاد موسوس
محمد أنحرف بالسياره نحو الكتيبه وهو يقول: خلونا نقرب , ودي أشوف هالكتيبه تبع أي دوله .. لأن ما أظن إنها سعوديه , وعلى الأغلب راح تكون أمريكيه , بس خلوني أشوف
واقترب بهدوء من الكتيبه , وكانت الكتيبه تسير بسرعه , وسرعان ما أقتربوا لأخر دبابه , وبدأ ينقشع الغبار شيئا فشيئا , وفي لحظه من اللحظات , صرخ جميع من كان في تلك السياره في وقت واحد من هول ما شاهدوه .. فلقد كان العلم العراقي هو العلم المطبوع على الدبابه
  رد مع اقتباس